لقد تطورت أساليب وطرق التدريس في الآونة الأخيرة نتيجة لتطور المجتمعات الديمقراطية
المعاصرة ، واستنادا إلى علم النفس التعليمي الحديث ، والأبحاث التربوية التي أخذت
في الحسبان الازدياد المطرد لوعي المدرسين ، وحاجتهم إلى تغير النمط التقليدي في عملية
التعليم ، وإيجاد نوع أو أنواع بديلة تتواءم مع التطور العلمي ، والقفزة التكنولوجية
الكبيرة ، التي جعلت من العالم الواسع قرية صغيرة يمكن اجتيازها بأسرع وقت ، وأقل جهد
، مما سهل الانفتاح العالمي ومتابعة كل جديد ومتطور . فكان مما شمله هذا التطور البحث
عن طرق وأساليب تعلمية جديدة بمقدورها ضحض الأساليب القديمة الجامدة ، والرقي بعملية
التعلم إلى أفضل مستوياتها إذا أحسن المدرسون والعاملون في الحقل التعليمي استخدام
هذه الأساليب ، وتوفير الإمكانيات اللازمة لها . ومن هذه الطرق المتطورة طريقة التعلم
التعاوني ، أو ما يعرف بتعلم المجموعات .
التمييز بين ما هو تعلم تعاوني عما هو ليس
تعلما تعاونيا :
للتمييز بين نوعي التعلم اللذين نتحدث عنهما ، لا بد أن نكون قادرين على تمييز
الآتي :
1 ـ أن نميز بين المعلم الذي بنى الأهداف
التعلمية لطلابه على أساس تعاوني ، وبين المعلم الذي بناها على أساس تنافسي ، أو فردي
.
2 ـ أن نميز بين الطلاب الذين يعملون على
شكل مجموعات تعلمية زائفة ، أو تقليدية ، وبين الطلاب الذين يعملون على شكل مجموعات
تعلمية تعاونية .
3 ـ التمييز بين كل عنصر من عناصر التعلم
التعاوني الأساسية التي تم تنفيذها في الدرس بالصورة الناجحة .
4 ـ التمييز بين المدرس الذي يستخدم التعلم
التعاوني كمهندس ، وبين المعلم الذي يستخدمه كفني .
ه ـ معالجة عمل المجموعة :
وفيه يناقش الطلاب مدى فاعلية مجموعتهم التعلمية ، وكيف يمكنهم التحسن باستمرار
في عملهم على المهمة ، وجهودهم في العمل الجماعي ، والمشاركة حسب قدراتهم وأدوارهم
في التعلم والتحصيل ، وتشمل هذه المشاركة تحقيق أهداف موحدة للتعليم ، وفي القيام بمهام
تربوية متكاملة ، واستخدام الوسائل التعليمية المعينة ، والأجهزة اللازمة ، وتقنيات
التعليم المساعدة لإنجاح العملية التعلمية .
العناصر الأساس للتعلم التعاوني :
أ ـ الاعتماد المتبادل الإيجابي :
ويعني إدراك الطلاب بأنهم سيجتازون معا
، أو سيفشلون معا .
ب ـ المسؤولية الفردية :
أن كل طالب مسؤول عن تعلم المادة المعينة
ومساعدة أعضاء المجموعة الآخرين على تعلمها .
ج ـ التفاعل المشجع وجها لوجه :
ويقصد به العمل على المزيد من إنجاح الطلاب
بعضهم بعضا ، من خلال مساعدة وتبادل ودعم جهودهم بأنفسهم نحو التعلم .
د ـ المهارات الاجتماعية ، أو ما يعرف بالاستخدام
المناسب للمهارات الزمرية ، أو البينشخصية : حيث يقدم الطلاب مهارات القيادة واتخاذ
القرار ، وبناء الثقة ، وحل المنازعات اللازمة للعمل بفاعلية .
تشكيل المجموعة التعلمية :
إن تشكيل أي مجموعة تعلمية لا يأتي مصادفة ، بل لا بد أن تنبني تلك المجموعة
أو المجموعات المطلوبة على أسس وقواعد ضرورية ومهمة ، ويمكن حصر هذه الأسس في التالي
:
1 ـ الشعور بالانتماء والقبول والاهتمام
بالعمل في إطار المجموعة .
2 ـ إن إقامة العلاقات مع الآخرين الذين
يقدمون لك الدعم والمساعدة لا يحدث بطريقة سحرية ، وإنما يحتاج إلى مزيد من التضحية
لكي تتواءم وجهات النظر ، والأفكار اللازمة لحل المشكلة .
3 ـ على المدرسة نفسها أن تعد بعناية خبرات
الطلاب بهدف بناء مجتمع تعلمي .
4 ـ يتعين على الطلاب أن ينتموا إلى نظام
بينشخصي ، وان يكونوا جزاء من هذا النظام ، ليساعدهم على التحصيل والنمو بطرق جيدة
.
5 ـ الأخذ بعين الاعتبار ما يعرف بحركية
الجماعة ومبادئها ، وهي تعني الكشف عن مدى اختلاف سلوك الأفراد عندما يصبحون أعضاء
في جماعات ، وعن سلوكهم وهم فرادى .
6 ـ مراعاة العوامل اللازمة والضرورية التي
تساعد على تحقيق مزيد من الإنتاج .
7 ـ اتباع الأساليب الفعالة للمناقشة والتخطيط
، والتقويم الجماعي .
8 ـ معاونة الأفراد على فهم ما يحدث بالجماعة،
وتحملهم مسؤولياتهم كأعضاء فيها ، وتعلم أساليب القيادة الجماعية .
9 ـ معرفة المبادئ والظروف الأساسية للعمل
الجماعي الفعال القائم على أساس مشاركة كل فرد في الجماعة ، وتتمثل هذه المبادئ في
وضع الجماعة لأهدافها ، وتحديد الأنشطة التي ستعمل على تحقيقها ، والإيمان بقدرة الجماعة
على حل مشاكلها .
أنواع المجموعات التعاونية :
تضم المجموعات التعاونية خمسة أنواع هي :
1 ـ المجموعات التعلمية التعاونية الرسمية
.
2 ـ المجموعات التعلمية التعاونية غير الرسمية
.
3 ـ المجموعات التعلمية التعاونية الأساسية
.
4 ـ المجموعات التعلمية التعاونية الخاصة
بالخلاف الفكري .
5 ـ المجموعات التعلمية التعاونية المستخدمة
لإغراض روتينية .
وفي هذا الإطار سنتحدث عن نوعين من تلك
المجموعات لأنهما هما المعنيتان في دراستنا هذه ، والطريقتان المعنيتان بالدراسة هما
:
المجموعات الرسمية ، والمجموعات الأساسية .
أولا ـ المجموعات التعلمية التعاونية الرسمية
.
وهي مجموعات تعلمية تعاونية ثنائية يقوم المدرس بتشكيلها ، محاولا قدر الإمكان
أن يجعلها مجموعات غير متجانسة . ومن المتعارف عليه أن التعلم التعاوني يبدأ بالتخطيط
والتنفيذ لدروس تعاونية رسمية ، وفي هذا النوع من المجموعات يعمل الطلاب معا مدة تتراوح
ما بين حصة كاملة ، وعدد من الحصص تنفد على مدار أسابيع ، وذلك لتحقيق الأهداف التعلمية
المشتركة ، والعمل معا على الإنجاز المشترك للمهام التي كلفوا بها .
وتتميز المجموعات الثنائية عن غيرها من
المجموعات الأخرى بالتالي :
1 ـ أن كل طالب في المجموعة إما أنه يتحدث
مع زميله ، أو يستمع إليه .
2 ـ تحافظ على انهماك أفرادها في العمل
.
3 ـ أنها أقل إزعاجا ، وأكثر انضباطية من
المجموعات الكبيرة .
4 ـ تزيد التواصل البصري ، الذي بدوره يشجع
التواصل الصادق ، ويساعد على إيجاد علاقات تتسم بالاحترام بين أعضاء المجموعة .
وبعض المعلمين لا يستخدم المجموعات الثنائية دائما فيشكل من طلابه مجموعات ثلاثية
، أو رباعية . إلا أن المجموعات الثلاثية غير محبذة أحيانا لأن أحد الطلاب الثلاثة
غالبا لن يجد من تحدث معه ، أو يشاركه في تنفيذ المهمة لانشغال الطالبين الآخرين بالعمل
على المهمة معا . ولكن هناك ظروف معينة تحتم على المعلم أن يشكل مجموعات ثلاثية أو
رباعية ، وذلك عندما تتطلب المهمة كثيرا من الإبداع ، أو تتطلب وجهات نظر متعددة ،
وفي هذه الحالة يفضل استخدام المجموعات الثلاثية ، أما المجموعات الرباعية فيتم تشكيلها
وتظهر فاعليتها ، عند الحاجة إلى مجموعات الدعم والمساندة ، لأنها تقدم مجموعة متنوعة
من الأفكار ووجهات النظر ، مما يقدم دعما جيدا ، كما أن عدد الطلاب الزوجي في المجموعات
يؤدي إلى إقامة علاقات صداقة مريحة بين الطلاب ، وقد يتبادل أعضاء المجموعة أرقام هواتفهم
، ويساعدون بعضهم بعضا عندما يكلفون بأنشطة منزلية ، أو ليتداركوا ما فاتهم من مادة
دراسية ، عندما يعيبون عن المدرسة ، كما يمكن لأعضاء مجموعة الدعم والمساندة أن يقرؤوا
حقيبة التعلم الخاصة بكل واحد منهم ، وقدموا اقتراحاتهم الخاصة بتحسين مستواهم .
أما المجموعات التي يزيد عدد طلابها عن أربعة فمن وجهة نظر بعض التربويين غالبا
ما تؤدي إلى مشاركة سلبية ، حتى ولو تم تقاسم وقت النقاش بالتساوي ، وهذا نادرا ما
يحدث ، إذ يتعين على معظم الطلاب أن يبقوا هادئين أكثر الوقت ، وذلك ما يصعب تحقيقه
.
ولتشجيع التعلم التعاوني ، فإنه يتعين على القائمين عليه أن يكونوا قادرين على
معرفة ما إذا كان المعلمون يستخدمون المجموعات التعلمية الرسمية بشكل مناسب أم لا ،
ولمعرفة ذلك يتعين أن تعرف دور المعلم ، وهو دور مهم يشتمل في المجموعات التعلمية التعاونية
الرسمية على الآتي :
1 ـ تحديد أهداف الدرس .
على المعلم أن يحدد نوعين من الأهداف قبل أن يبدأ الدرس هما :
أ ـ الأهداف الأكاديمية الملائمة للطلاب
، ومستوى التعلم . ومما ينبغي معرفته أن لكل درس أهدافا أكاديمية تحدد ما يتعين على
الطلاب تعلمه .
ب ـ الأهداف المتعلقة بالمهارات الاجتماعية
، والتي توضح المهارات البينشخصية ، والزمرية التي سيركز عليها المعلم أثناء الدرس
، بغرض تدريب الطلاب على التعاون فيما بينهم بفاعلية .
2 ـ اتخاذ قرارات قبل بدء العملية التعليمية
.
تتمثل القرارات الواجب اتخاذها قبل البدء في العملية التعليمية في تحديد عدد
أعضاء المجموعة ، وغالبا ما تتكون المجموعة التعلمية التعاونية من عضوين إلى أربعة
أعضاء ، وقد قال بعض الباحثين أن العدد قد يصل إلى تسعة طلاب ، وبعضهم أشار إلى أن
العدد المناسب يحبذ أن يكون زوجيا ما بين الأربعة والستة طلاب ، ومن هذا التباين في
الآراء لتحديد العدد المطلوب لتشكيل المجموعة التعلمية التعاونية ، والتغيير الذي قد
يطرأ على المجموعة من حين لآخر وتحديد عددها يخضع لأهداف الدرس المحددة وظروفه . غير
أن البعض أشار إلى أن القاعدة الأساسية بالنسبة لعدد الطلاب الذين يشكلون المجموعة
، أنه كلما قلّ العدد كلما كان ذلك أفضل .
تعيين الطلاب في مجموعات :
هناك طرق كثير لتعيين الطلاب في مجموعات ، وربما يكون أسهل هذه الطرق وأكثرها
فاعلية هي :
أ ـ طريقة التعيين العشوائي . وفي هذه الطريقة
بقوم المعلم بتقسيم العدد الكلي للطلاب على العدد المرغوب فيه لأعضاء المجموعة .
فإذا كان عدد الطلاب ـ على سبيل المثال
ـ ثمانية وعشرين طالبا ، وأراد المعلم أن يزرعهم عشوائيا في مجموعات رباعية ، فإنه
يقسم عدد الطلاب على عدد أفراد المجموعة ، وبذلك يحصل على سبع مجموعات ثم يطلب منهم
أن يعدوا من واحد إلى سبعة ، وعندها يحصل كل طالب على رقم معين محصور ما بين واحد وسبعة
، بعد ذلك يطلب المعلم من كل طالب أن يبحث عن الطلاب الذين يحملون نفس الرقم الذي يحمله
، وبهذا تشكل مجموعات رباعية بطريقة عشوائية .
ب ـ التعيين العشوائي وفق مستويات الطلاب
:
يعطي المعلم اختبارا قبليا يتم على ضوءه تقسيم الطلاب إلى مستويات مختلفة ،
عالية ، ومتوسطة ، ومتدنية ، وبعد ذلك يتعين طالب واحد من كل فئة في مجموعات ثلاثية
، ولكون الكثيرين من التربويين لا يحبذون المجموعات الثلاثية لذا يمكننا تشكيل مجموعات
سداسية ، بوضع طالبين من مستوى واحد في مجموعة واحدة .
ج ـ تعيين الطلاب في مجموعات مختارة من
قبل المعلم : وفي هذه الطريقة يحاول المعلم قدر الإمكان ألا يجمع في المجموعة الواحدة
عددا كبيرا من الطلاب ذوي المستوى المتدني ، أو ممن يُعرفون بممارسة سلوكيات غير مرغوب
فيها .
د ـ الاختيار الذاتي : يرى بعض المعلمين
أن الطريقة المفضلة لديه في اختيار المجموعات أن يكون اختيارا ذاتيا ، بمعنى أن يختار
الطلاب أنفسهم في كل مجموعة ممن يرغبون فيه من زملائهم ، وبهذه الطريقة تتكون المجموعة
من الطلاب الذين تربطهم فيما بينهم الألفة والمحبة . غير أن لهذه الطريقة عيوبها وأهمها
:
1 ـ أن كل طالب يواصل اختيار نفس الأشخاص
لمجموعاتهم مما يؤدي إلى تكوين الشلل في المجموعة .
2 ـ عدم إتاحة الفرصة لطالب ما المشاركة
في المجموعة ، مما يتطلب من المعلم التدخل لضمه إلى مجموعة من المجموعات .
3 ـ بعض الطلاب يظهر النية الحسنة عند دعوتك
له بعدم رفض أي شخص للانضمام إلى مجموعته ، بينما هو في حقيقة الأمر يرفض ذلك . مما
يتعين على المعلم أن يختار الوقت المناسب ليخبر الطلاب بأنه ليس من الضروري أن يستجيب
دائما لتحقيق رغبات الآخرين على حساب مصلحته الشخصية .
4 ـ قليل من الطلاب يستمرون في الأحاديث
الجانبية ، ولا يقومون بأداء أي عمل يسند إليهم .
5 ـ في بعض الأحيان يجلس الطلاب البطيئي
العمل معا في مجموعة واحدة ، ولا يستطيعون أنجاز المهام التعليمية المسندة إليهم في
الوقت المحدد لها .
3 ـ شرح المهمة ، وبنية الهدف للطلاب .
يتعين على المعلم في بداية الحصة أن يشرح المهمة الأكاديمية للطلاب ، لكي يكونوا
على بينة من العمل المطلوب ، ولكي يفهموا أهداف الدرس . لذا ينبغي على المعلم أن يوضح
لطلابه الآتي :
أ ـ شرح ماهية المهمة ، والإجراءات التي
يتعين على الطلاب إتباعها لإنجازها.
ب ـ أن يشرح اهداف الدرس ، ويربط المفاهيم
والمعلومات التي سيدرسها الطلاب مع خبراتهم ومعلوماتهم السابقة .
ج ـ شرح محكات النجاح : يعبر المعلمون عن
عن التوقعات الأكاديمية من خلال محكات موضوعة مسبقا تحدد الأداء المقبول ، والأداء
غير المقبول ، بطلا من وضع علامات للطلاب ، وأحيانا يستخدم المعلمون التحسن كمحك للتفوق
، بمعنى تقديم أداء أفضل في هذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع المنصرم .
بناء الاعتماد المتبادل الإيجابي :
لكي يتأكد المعلمون من أن الطلاب يفكرون بشكل تعاوني وليس بشكل فردي "
نحن وليس أنا " فإنهم يشعرون الطلاب بأن لديهم ثلاثة مسؤوليات هي :
أ ـ مسؤولية تعلم المادة المسندة إليهم
.
ب ـ مسؤولية التأكد من تعلم جميع أفراد
المجموعة للمادة .
ج ـ مسؤولية التأكد من تعلم جميع طلاب الصف
لها بنجاح .
إن مما ينبغي معرفته أن الاعتماد المتبادل
الإيجابي هو أساس التعلم التعاوني ، فبدونه لا وجود للتعاون ، ويمكن للمعلم بناء الاعتماد
المتبادل الإيجابي بطرق كثيرة أهمها :
أ ـ تحقيق الأهداف : فكل درس تعاوني يبدأ
بالاعتماد الإيجابي في تحقيق الهدف ، وبناء هدف المجموعة يتم بالطرق التالية :
1 ـ أن يحصل جميع أعضاء المجموعة على درجة
أعلى من الدرجة المحكية المحددة عند اختبارهم بشكل فردي .
2 ـ أن يحصل جميع الطلاب على درجات أفضل
من الدرجات السابقة .
3 ـ أن تصل الدرجة الكلية للمجموعة إلى
المحك المحدد عندما يتم اختيار الطلاب بشكل فردي .
4 ـ أن تخرج المجموعة بناتج واحد .
ب ـ تحقيق المكافأة ، والاعتماد المتبادل
في أداء الأدوار ، والحصول على الموارد .
ويتم تحقيق المكافأة من خلال تقديم مكافآت زمرية جماعية ، بمعنى إن حصل جميع
طلاب المجموعة على علامة أعلى من 90 % في الاختبار ، فإن كل طالب من المجموعة سيحصل
على خمس علامات إضافية . مما يجعل أفراد المجموعة يشجعون ويدعمون تعلم بعضهم بعضا ،
ومثل هذا الدعم والتشجيع الإيجابي يؤثر إيجابا على الطلاب ذوي المستوى المتدني لكي
يصبحوا أكثر مشاركة في العملية التعلمية .
ج ـ بناء المسؤولية الفردية : وهو غرض ضمني
من التعلم التعاوني ، ينحصر في جعل كل طالب في المجموعة عضوا أقوى بذاته ، ويتم تحقيق
هذا الغرض من خلال تعلم كل طالب الحد الأقصى الممكن الوصول إليه .
د ـ بناء التعاون بين المجموعات : ويتم
هذا بتعميم النواتج الإيجابية المنبثقة عن التعلم التعاوني على الصف بأكمله من خلال
بناء التعاون بين المجموعات .
هـ ـ تحديد الأنماط السلوكية المرغوب فيها
: عندما تبدأ المجموعات العمل بفاعلية فإن الأنماط السلوكية المتوقع حدوثها تتمثل في
الآتي :
1 ـ الطلب من كل عضو أن يشرح كيفية الحصول
على الإجابة .
2 ـ الطلب من كل عضو ربط ما يجري تعلمه
حاليا مع ما سبق تعلمه .
3 ـ التأكد من كل عضو في المجموعة يفهم
المادة ، ويوافق على الإجابات المطروحة .
4 ـ تشجيع الجميع على المشاركة .
5 ـ الاستماع بعناية لما يقوله الأعضاء
الآخرون .
6 ـ نقد الأفكار لا نقد الأشخاص .
4 ـ تفقد فاعلية المجموعات التعلمية التعاونية
: والتدخل لتقديم المساعدة لإنجاز المهمة كما يجب .
إن من الأدوار الرئيسة للمعلم سواء أكان بناء الدرس بشكل تعاوني ، أم بشكل عام
إجمالي أن بتفقد تفاعل الطلاب في المجموعات التعلمية وفي التدخل لمساعدتهم في أن يتعلموا
ويتفاعلوا على نحو أكثر فاعلية .
ومما يراعى على المعلم تفقده السلوك الطلابي
، حيث ينبغي على المعلمين ملاحظة التفاعل بين أعضاء المجموعة لتقويم أمرين مهمين هما
:
أ ـ التقدم الأكاديمي .
ب ـ الاستخدام المناسب للمهارات الزمرية
والبينشخصية .
وعند تفقد المجموعات التعلمية التعاونية
، فإن هناك بعض الإرشادات التي يمكن للمعلمين أن يتبعوها :
1 ـ على المعلمين استخدام صحيفة ملاحظات
رسمية يسجلون عليها عدد المرات التي يلاحظون فيها السلوكيات المناسبة التي استخدمها
الطلاب .
2 ـ يتعين على المعلمين ألا يحاولوا تسجيل
سلوكيات كثيرة جدا في وقت واحد ، ولا سيما في المراحل الأولى من عملية الملاحظة الرسمية
.
ومن السلوكيات التي يمكن للمعلم ملاحظتها
الآتي :
أ ـ المساهمة بالأفكار .
ب ـ طرح الأسئلة .
ج ـ التعبير عن المشاعر .
د ـ الإصغاء النشط .
هـ ـ الإعراب عن الدعم والقبول للأفكار
المطروحة .
و ـ تشجيع جميع الطلاب على المشاركة .
ز ـ تلخيص المعلومات .
ح ـ التأكد من الفهم .
ط ـ تخفيف التوتر .
ي ـ التعبير عن الحب والمودة بين الأعضاء
.
3 ـ يجب على المعلمين أن يركزوا على السلوكيات
الإيجابية .
4 ـ يتعين على المعلمين أن يضيفوا ويثروا
البيانات المسجلة بملاحظات حول سلوكيات محددة للطالب .
5 ـ يجب أن يدرب المعلمين طلابهم على عمل
الملاحظة ، لأن الطالب الملاحظ يمكنه الحصول على معلومات أشمل عن عمل المجموعة .
5 ـ تقويم تحصيل الطلاب :
على المعلمين تقويم تحصيل الطلاب ، ومساعدتهم في تفحص العملية التي يقومون بتنفيذها
مع بعضهم بعضا ، من أجل زيادة تعلم جميع الأعضاء إلى الحد الأقصى . ومن ثم يمكن لهم
أن يقدموا غلقا للدرس ، وذلك بالآتي :
أ ـ إعطاء الطلاب الفرصة لكي يلخصوا النقاط
الرئيسة فيه .
ب ـ استرجاع الأفكار .
ج ـ تحديد أسئلة نهائية يطرحونها على المعلم
.
كما تشمل عملية التقويم : نوعية التعلم
وكميته ، وتفحص عملية التعلم حيث ينبغي على الطلاب بعد أن ينجزوا عملهم أن يتفحصوا
العملية التي عملوا بها معا للتأكد من تعلم جميع الأعضاء .
ثانيا ـ المجموعات التعلمية التعاونية الأساسية
.
يوصف هذا النوع من المجموعات التعلمية التعاونية بأنه من المجموعات غير المتجانسة
، وتكون العضوية فيها دائمة ومستقرة .
أما الغرض الرئيس منها : هو أن يقوم الأعضاء
فيها بتقديم الدعم والتشجيع والمساندة لبعضهم بعضا كي يتقدموا أكاديميا .
وقد تلتقي المجموعات الأساسية بشكل يومي
في المرحلة الابتدائية ، ومرتين في الأسبوع في المرحلة المتوسطة والثانوية .
وتتصف المجموعات التعلمية التعاونية الأساسية في الأغلب الأعم بالتالي :
1 ـ غير متجانسة العضوية ، وخاصة من حيث
الدافعية نحو التحصيل ، والتركيز على المهمة .
2 ـ يلتقي أعضاؤها بانتظام .
3 ـ دائمة بدوام الدراسة .
وتنقسم المجموعات التعلمية التعاونية الأساسية إلى نوعين هما :
1 ـ المجموعات الخاصة بالمساق ( المادة
التعليمية )
وهذا النوع يتسم عادة بعدم التجانس بين
أعضائه ، وتتكون المجموعة من أربعة طلاب تستمر طوال فترة دراسة المساق ، وتعمل هذه
المجموعات على إضفاء الصفة الشخصية على العمل المطلوب ، وعلى الخبرات التعلمية الموجودة
في المساق .
كما تقوم هذه المجموعات بتوضيح أية أسئلة
تتعلق بالمهام المطلوبة في المساق ، والجلسات الصفية ، وتناقش المهام المسندة إليها
، وتخطط وتراجع وتحرر البحوث ،
وتعد الطلاب للاختبارات ، وتتأكد من إنجاز
كل طالب للمهام المكلف بها ، ومن تقدمه بصورة مقبولة في فهم المساق .
2 ـ المجموعات الأساسية المدرسية :
وهي مجموعات يتم تشكيلها من جميع طلاب السنة الدراسية الواحدة من بداية العام
الدراسي ، ويتعين على إدارة المدرسة أن تعد جدول الحصص بحيث تضم المجموعات الأساسية
أكبر عدد ممكن من الطلاب من نفس الصفوف ، ويبقى الطلاب في تلك المجموعات معا إلى أن
يتخرج جميعهم ، وتجتمع المجموعات مرتين في اليوم إذا كان أفرادها من المرحلة الابتدائية
، أو مرتين في الأسبوع إذا كانوا من المرحلة المتوسطة ، أو الثانوية ، للتأكد من تحقيق
جميع الطلاب لتقدم أكاديمي جيد .
الأسس والخطوات المهمة والضرورية لنجاح
عمل المجموعات التعلمية التعاونية :
تمر طريقة المجموعات التعلمية التعاونية لكي تؤدي عملها على الوجه الأكمل بعدة
أسس وخطوات يمكن إيجازها في الآتي :
1 ـ جو العمل : فالفاعلية في حل المشكلات
تتطلب توفير جو مادي للجماعة يساعد على التعرف على المشكلة .
2 ـ الطمأنينة : إن العلاقة الطبيعية بين
الطلاب لا تدع مجالا للخلاف ، وتسمح بالانتقال من المهام الفردية ، إلى أهداف الجماعة
.
3 ـ القيادة الموزعة : توزيع القيادة بين
الطلاب يؤدي إلى انغماسهم في المهام ، كما يسمح بأقصى نمو ممكن بينهم .
4 ـ وضوح الأهداف : إن الصياغة الواضحة
للهدف تزيد من الشعور بالجماعة ، كما تزيد من اشتراك الطلاب في عملية اتخاذ القرارات
.
5 ـ المرونة : على الجماعات أن تضع خطة
عمل لاتباعها من البداية ، مع وضع أهداف جديدة في ضوء الاحتياجات الجديدة ، وحينئذ
يمكن تعديل خطة العمل .
6 ـ الإجماع : من الضروري أن تستمر عملية
اقتراح القرارات ، ومناقشتها ، حتى تصل الجماعة إلى قرار يحصل على موافقة إجماعية
.
7 ـ الإحاطة بالعملية : إن الإحاطة بالعملية
الجماعية تزيد من احتمال التعرف على الهدف ، كما تسمح بالتعديل السريع للأهداف الرئيسة
والفرعية .
8 ـ تقرير حجم المجموعات : تختلف أعداد
طلاب المجموعات باختلاف موضوعات التعلم .
9 ـ توزيع الطلاب على المجموعات : ويتعين
عند التوزيع مراعاة تنوع قدراتهم ، وميولهم ، ودرجات رغبتهم في المشاركة والتعاون
.
10 ـ تخطيط مواد التدريس بالمجموعات المتعاونة
: ينبغي أن يتم تخطيط المواد بصيغ مشجعة على التفاعل والتعاون المشترك لأفراد المجموعة
الواحدة ، والمجموعات مع بعضها بعضا .
11 ـ توضيح مهمة التحصيل للمجموعات المتعاونة
، بإعلام طلاب المجموعة بطبيعة التعلم الذي سيقومون به ، وبالأهداف التي سيحققونها
، ونوع المفاهيم والمعارف المتصلة بكل ذلك .
12 ـ اقتراح أساليب ووسائل مشتركة لتوحيد
وتكثيف وتعاون أفراد المجموعة وتفاعلها من جانب ، ومتابعتهم والتعرف على مدى تعاونهم
ومشاركتهم في التعلم والتحصيل من جانب آخر .
13 ـ توضيح المعايير اللازمة لنجاح التحصيل
والتعلم للمجموعات التعلمية التعاونية.
14 ـ تحديد أنواع السلوكيات المرغوبة نتيجة
عمل المجموعات التعاونية ، ومتابعة وتوجيه هذه السلوكيات للوصول بها إلى الأفضل .
15 ـ
مساعدة المجموعات المتعاونة في التغلب على صعوبات التعلم ، وتقديم التغذية الراجعة
اللازمة لتكميل وتصحيح ما أخفقوا فيه .
16 ـ تقويم كفاية تعلم الطلاب بالمجموعات
التعلمية المتعاونة ، بالاختبارات ومواقف التحصيل المتنوعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق